فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة التكاثر:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه أَحاديث ساقطة: «من قرأها لم يحاسبه الله بالنِّعم التي أَنعم عليه في الدّنيا، وأعطى من الأَجر كأَنَّما قرأ أَلف آية»، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها فكأَنَّما ذَبَح أَلف بَدَنة فيما بين الرّكن والمقام، وله بكلّ آية وحرف درحةٌ في الجنَّة، وكُتب عند الله من الخاشعين، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ المرابطين». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة التكاثر مقصودها التصريح بما أشارت إليه العاديات من أن سبب الهلاك يوم الجمع. الذي صورته القارعة. الجمع للمال، والإخلاد إلى دار الزوال، واسمها واضح الدلالة على ذلك. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {ألهاكم}:

السّورة مكِّيّة.
وآياتها ثمان.
وكلماتها ثمانية وعشرون.
وحروفها مائة وعشرون.
فواصل آياتها (نمر).
سمّيت سورة التكاثر لمفتتحها.

.معظم مقصود السّورة:

ذمّ المُقْبِلين على الدّنيا، والمفتخرين بالمال، وبيان أَنَّ عاقبة الكلّ الموت والزَّوال، (وأن) نصيب الغافلين العقوبة والنكال، وأَعدّ للمتمولين المذلَّة والسّؤال، والحساب والوبال، في قوله: {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}.
السّورة محكمة. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
المتشابهات:
قوله: {كَلاَّ} في المواضع الثلاثة فيه قولان.
أحدهما أَنَّ معناه: الرّدع والزجر عن التكاثر.
فيحسن الوقف عليه والابتداءِ بما بعده، والثانى أَنه يجرى مجرى القَسَم.
ومعناه: حقَّا.
قوله: {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} وبعده: {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تكرار للتأْكيد عند بعضهم.
وعند بعضهم: هما في وقتين: في القبر والقيامة.
فلا يكون تكرارًا.
وكذلك قول من قال: الأَول للكفَّار، والثانى للمؤمنين.
قوله: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} تأْكيد أَيضًا.
وقيل: الأَوّل قبل الدّخول، والثانى بعد الدّخول.
ولهذا قال بعده: {عَيْنَ الْيَقِينِ} أي عِيانًا، لستم عنها بغائبين.
وقيل: الأَوّل من رؤية العَيْن، والثانى من رؤية القلب. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة التكاثر:
قال الألوسي: أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمونها (المَقْبُرة) اهـ.
وسميت في معظم المصاحف ومعظم التفاسير (سورة التكاثر) وكذلك عنونها الترمذي في (جامعه) وهي كذلك معنونة في بعض المصاحف العتيقة بالقيروان. وسميت في بعض المصاحف (سورة ألهاكم) وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه).
وهي مكية عند الجمهور، قال ابن عطية: هي مكية لا أعلم فيها خلافًا.
وعن ابن عباس والكلبي ومقاتل: أنها نزلت في مفاخرة جَرت بين بني عبد مناف وبَني سهم في الإِسلام كما يأتي قريبًا وكانوا من بطون قريش بمكة ولأن قبور أسلافهم بمكة.
وفي (الإِتقان): المختار أنها مدنية.
قال: ويدل له ما أخرجه ابن أبي حاتم أنها نزلت في قبيلتين من الأنصار تفاخروا، وما أخرجه البخاري عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن لابن آدم واديًا من ذهب أحبَّ أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب».
قال أبي: كنا نرى هذا في القرآن حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر} (التكاثر: 1) اهـ. يريد المستدل بهذا أن أبيًّا أنصاري وأن ظاهر قوله: حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر}، أنها نزلت بعد أن كانوا يَعدُّون: لو أن لابن آدم واديًا من ذهب إلخ من القرآن وليس في كلامُ أُبيُّ دليل ناهض إذ يجوز أن يريد بضمير كنا المسلمين، أي كان من سبق منهم يعد ذلك من القرآن حتى نزلت سورة التكاثر وبَيّن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ما كانوا يقولونه ليس بقرآن.
والذي يظهر من معاني السورة وغلظة وعيدها أنها مكية وأن المخاطب بها فريق من المشركين لأن ما ذكر فيها لا يليق بالمسلمين أيامئذ.
وسبب نزولها فيما قاله الواحدي والبغوي عن مقاتل والكلبي والقرطبيُّ عنهما وعن ابن عباس: أن بني عبد مناف وبني سهم من قريش تفاخروا فتعادُّوا السادة والأشراف من أيّهم أكثر عددًا فكثَر بنُو عبد مناف بني سهم، ثم قالوا نعُدُّ موتانا حتى زاروا القبور فعدوا القبور فكثَرهم بنو سهم بثلاثة أبيات لأنهم كانوا أكثر عددًا في الجاهلية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بُرَيْدة الجَرميُّ قال: نزلت في قبيلين من الأنصار بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا بالأحياء ثم قالوا: انطلِقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان، تشير إلى القبرِ، ومثل فلان، وفعل الآخرون مثل ذلك، فأنزل الله: {ألهاكم التكاثر}.
وقد عدت السادسة عشرة في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة الكوثر وقبل سورة الماعون بناء على أنها مكية.
وعدد آياتها ثمان.
أغراضها:
اشتملت على التوبيخ على اللهو عن النظر في دلائل القرآن ودعوة الإِسلام بإيثار المال والتكاثر به والتفاخر بالأسلاف وعدم الإِقلاع عن ذلك إلى أن يصيروا في القبور كما صار من كان قبلهم وعلى الوعيد على ذلك.
وحثهم على التدبر فيما ينجيهم من الجحيم.
وأنهم مبعوثون ومسؤولون عن إهمال شكر المنعم العظيم. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة التكاثر:
مكية.
وآياتها ثمان آيات.
بين يدي السورة:
* سورة التكاثر مكية، وهي تتحدث عن انشغال الناس بمغريات الحياة، وتكالبهم على جمع حطام الدنيا، حتى يقطع الموت عليهم متعتهم، ويأتيهم فجأة وبغتة، فينقلهم من القصور إلى القبور. الموت يأتي بغتة والقبرصندوق العمل، وقد تكرر في هذه السورة (الزجر والإنذار) تخويفا للناس، وتنبيها لهم على خطئهم، باشتغالهم بالفانية عن البافية {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون}.
* وختمت السورة الكريمة ببيان المخاطر والأهوال التي سيلقونها في الآخرة، والتي لا يجوزها ولا ينجو منها إلا المؤمن، الذي قدم صالح الأعمال. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة ألهالكم 102 مكية وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد.
وكلها ثمان وعشرون كلمة.
وحروفها مائة وعشرون حرفا.
وهي ثماني آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس منها موضع واحد وهو قوله جل وعلا {كلا لو تعلمون}.

.ورءوس الآي:

{التكاثر}.
1- {المقابر}.
2- {تعلمون}.
3- {تعلمون}.
4- {اليقين}.
5- {الجحيم}.
6- {اليقين}.
7- {النعيم}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة التكاثر:
اللهو: ما يشغل الإنسان، سواء أكان مما يسرّ أم لا، ثم خص بما يشغل مما فيه سرور وإذا ألهى المرء بشيء فهو غافل به عما سواه، و{التكاثر}: التباهي بالكثرة بأن يقول كل للآخر أنا أكثر منك مالا، أنا أكثر منك ولدا، أنا أكثر منك رجال ضرب وحرب، {حتى زرتم المقابر}: أي حتى صرتم من الموتى، قال جرير:
زار القبور أبو مالك ** فأصبح ألأم زوّارها

{علم اليقين}: أي علم الأمر الميقون الموثوق به، و{الجحيم}: دار العذاب. {عين اليقين}: أي عين هي اليقين نفسه. اهـ.

.قال الفراء:

سورة التكاثر:
{أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ}
قوله عز وجل: {أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ...}.
نزلت في حيين من قريش تفاخروا: أيهم أكثر عددا؟؛ وهما: بنو عبد مناف وبنو سهم فكثرت بنو عبد مناف بنى سهم، فقالت بنو سهم: إن البغى أهلكنا في الجاهلية، فعادّونا بالأحياء وَالأموات فكثَرتهم بنو سهم، فأنزل الله عز وجل: {أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ} حتى ذكرتم الأموات، ثم قال لهم: {كَلاَّ...} ليس الأمر على ما أنتم عليه، وقال: {سَوْفَ تَعْلَمُونَ... ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ...}. والكلمة قد تكررها العرب على التغليظ والتخويف، فهذا من ذاك.
{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ}
وقوله عز وجل: {عِلْمَ الْيَقِينِ...}.
مثل قوله: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ}. المعنى فيه: لو تعلمون علما يقينا.
{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}
وقوله عز وجل: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ...}.
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا...} مرتين من التغليظ أيضا.
{لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ...} عينا لستم بغائبين، فهذا قراءة العوام أهل المدينة، وأهل الكوفة وأهل البصرة بفتح التاء من الحرفين.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: وحدثنى محمد بن الفضل عن عطاء عن أبى عبدالرحمن السلمى، عن علي رحمه الله أنه قرأ {لَتُرَوُن الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّها}، بضم التاء الأولى، وفتح الثانية. والأوّل أشبه بكلام العرب، لأنه تغليظ، فلا ينبغى أن يختلف لفظه، ألا ترى قوله: {سَوْفَ تَعْلَمُون ثُمَّ كَلاَّ سوْف تَعلَمون}؟ وقوله عز وجل: {إِنَّ مَعَ العسر يسرا إِنَّ مَعَ العسر يسرا}.
ومن التغليظ قوله في سورة: {قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدونَ} مكرر، كرر فيها وهو معنى واحد، ولو رفعت التاء في الثانية، كما رفعت الأولى كان وجها جيدا.
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
وقوله عز وجل: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ...}.
قال: إنه الأمن والصحة. وذكر الكلبى بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في أمر فرجعوا جياعا، فدخلوا على رجل من الأنصار، فأصابوا تمرا وماءا باردا، فلما خرجوا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إِنكم ستسألون عن هذه وعن هذا؛ فقالوا: فما شكرها يا رسول الله؟ قال: أن تقولوا: الحمد لله.
وذُكِر في هذا الحديث: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث لا يُسأل عنهن المسلم: طعام يقيم صلبه، وثوب يوارى عورته، وبيت يكنه من الحر والبرد». اهـ.